رواية انتقام اثم الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب مصطفي


 رواية انتقام اثم الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب مصطفي


جلست ملك تستمع بتوتر الى رأفت الذي جلس أمامها يقول بصرامة  : 

=اسمعيني كويس وركزي في اللي هقولك عليه .. انا عملتلك أي دي مزورة بإسم ممرضة من اللي شغالين في المستشفى و اتفقت مع ناس من جوة المستشفى هيسهلو دخولك لأوضته هيبقى قدامك خمس دقايق بالظبط تدخلي أوضته تديه الحقنة بسرعةوتخرجي من تاني. 


ليتابع بتأكيد  : 

= بعدها النور هيقطع … المحول الكهربائي الاحتياطي هيشتغل بعدها بدقيقة بالظبط ..في الدقيقة دي تكوني خرجتي من الاوضة وجريتي على سلم الطوارئ تنزلي منه هتلاقيني واقف بالعربية مستنيكي تحت هخدك و هنمشي على طول ولا من شاف ولا من دري. 


ملك بتعب : 

= وكاميرات المراقبة ..و حرس قاسم ونيرافانا وكاملة هانم اللي مش بيفرقوه! 


رأفت بثقة وغرور : 

=ودي حاجه تفوتني ..انا جهزتلك نقاب وطرحة كبيرة هتلبسيهم فوق هدومك علشان محدش يقدر يتعرف عليكي لو ظهرتي في الكاميرات وبالنسبة لنيرفانا وكاملة فانا حجزتلهم جناح في المستشفى بحجة انهم يستريحوا و ينامو فيه بليل .. يعني في الوقت اللي انتي هتدخلي له فيه هيبقو هما بعيد عن اوضة قاسم والحرس ممنوعين من انهم يقربو من اوضته لانه لسه في العناية المركزة والمكان ده ممنوع حد يقف فيه او يقرب منه الا الدكاتره والممرضين بس. 


ليشير لخريطة صغيرة أمامه  : 

=دي أوضة قاسم وده رقمها عاوزك تحفظي المكان والرقم كويس. 


الا ان ملك تجاهلت حديثه عن غرفة قاسم وهي تقول بحيرة  : 

=وهو قاسم ليه لسه موجود في اوضة العناية المركزة مش انت قولت انه فاق وبقى كويس. 


تنحنح رأفت بخبث  : 

=بيدلع ..خايف على نفسه .. عاوز يحس بأهميته  .. 

مش مهم هو لسه ليه موجود في العناية .. المهم انك تحفظي مكان ورقم أوضته كويس لأنه هيتنقل بكرة اوضة عادية وساعتها هيبقى مستحيل نوصله من الحرس بتاعه اللي هيملى المكان. 


ملك بتوتر  : 

=تقصد ايه  ! 


رأفت بتأكيد وهو يراقب ردود أفعالها  : 

= أقصد اننا هنفذ اللي اتفقنا عليه النهارده .. ولاا رجعتي في كلامك  ! 


سكتت ملك قليلا لتقول بجدية  : 

= لا مرجعتش في كلامي وهنفذ كل اللي اتفقنا عليه. 


رأفت بإرتياح وهو يشير لغرفة مغلقة  : 

=يبقى اتفقنا .. على أما أحضر الحقنة اللي هتخلصنا من قاسم إدخلي انتي الاوضة دي هتلاقي اللبس بتاع المستشفى والأي دي بتاعتك البسيهم والبسي النقاب وتعالي..


هزت ملك رأسها بتوتر وهي تدخل الغرفة وتبدأ في ارتداء الملابس التي احضرها لها رأفت وهي عبارة عن بنطال من القماش الابيض وفوقه جاكيت مقفول طويل يصل لقبل ركبتيها بقليل من اللون نفسه ثم قامت بلف حجاب ابيض طويل وتثبيت النقاب فوق وجهها

لتتنهد بتوتر وهي تتأمل نفسها في المرآة وهي تثبت الهوية المزورة فوق صدرها وقد إلتمعت الدموع في عينيها وهي تقول بتوتر  : 

= إجمدي يا ملك وكل حاجه هتم زي ما انتي عاوزه. 






ثم تلفتت حولها بتوتر وهي تتأكد من وجود ورقة مطوية  وضعتها منذ قليل سرا بداخل صدرها ثم تنهدت وهي تقول بتوتر  : 

= كده انا بقيت مستعدة. 


ثم خرجت الى البهو لتجد رأفت يجلس وهو يدخن وأمامه سرنجه مملوءة بدواء شفاف كالماء أمسكها وهو يقول بمرح : 

= مين يقول ان الحقنة دي اللي تمنها ميساويش عشرة جنيه هتنقذنا من الموت وهتخلينا في ظرف دقايق ميليارديرات... 


نظرت ملك للحقنة في يده وهي تقول بتوتر وخوف  : 

= هي دي حقنة إيه ! 


رأفت بتشفي وهو يمد يده بالحقنة  يعطيها لها : 

= أنسولين .. هتدخل جسم قاسم من هنا وهيحصلو غيبوبة سكر من هنا ومفيش اي حد مهما عمل هيقدر يلحقه او ينقذه. 


إبتلعت ملك ريقها بتوتر وهي تأخذ الحقنة منه وتضعها بداخل علبة صغيرة وتضعها بداخل جيبها وهي تقول بتوتر  : 

= هنمشي دلوقتي ولا هنستنى شويه 

وقف رأفت واقترب منها وهو يمد يده يحاول احتضان يدها الا انها ابتعدت عنه وهي تقول بغضب  : 

= رأفت قولتلك قبل كده انا مبحبش الاسلوب ده و أي حاجه ما بينا لازم تكون بالحلال. 


ابتعد رأفت سريعا وهو يقول بخبث  : 

= عندك حق يا حبيبتي كله هيبقى بالحلال .. أوعدك اول ما تمي عدتك هنتجوز على طول وساعتها هعوضك عن كل اللي حصلك على ايد عيلة الانصاري..


ليتابع بمداهنة : 

= يلا بينا يا حبيبتي يدوبك نتحرك دلوقتي. 


هزت ملك رأسها بموافقة وهي تحبس دموعها وهي تقول بصوت مخنوق  : 

= طيب انا هدخل الحمام الاول اغسل وشي علشان أفوق. 


تنهد رأفت بفروغ صبر  : 

= بس اخلصي بسرعة لازم نكون قدام المستشفى الساعة اتناشر بالظبط. 


دخلت ملك الى الحمام سريعا وهي تقول : 

= دقيقه مش هتأخر. 


اغلقت ملك باب الحمام خلفها بتوتر وخوف ثم توجهت سريعا الى حوض الوجه وفتحت المياة ثم أخرجت الحقنة وافرغتها في الحوض ثم قامت بغسلها اكثر من مرة ثم أعادت ملئها بمياة من الصنبور و اغلقتها و أعادتها ثانية بداخل العلبة وهي تكاد تموت من شدة الخوف. 


ليتعالى صوت رأفت وهو يقول بانعدام صبر  : 

= يلا يا ملك هنتأخر بتعملي ايه كل ده  ! 


اسرعت ملك بوضع القليل من الماء على وجهها ثم خرجت وهي تقول بهدوء : 

= يلا انا جاهزه …


خرجت ملك برفقة رأفت وجلست بجانبه في السيارة بدون ان يتحدث أيآ منهم.. 


حتى توقف رأفت أمام سلم المشفى الخلفي والمصمم للطوارئ. 

رأفت بجدية  : 

= مش عاوزك تخافي وافتكري كل اللي عمله فيكي علشان قلبك يأسى ويجمد وعاوزك تفتكري حاجه واحدة بس ان بكرة الصبح قاسم مش هيكون موجود وكل الثروة والفلوس دي هتبقى لينا لوحدنا. 


هزت ملك رأسها بتوتر وهي تحاول الخروج من باب السيارة الا انه منعها وهو يقول بقسوة  : 

= طول ما انتي معايا و بتسمعي كلامي هتكسبي لكن لو خنتيني مو"تك ده هيكون حاجه قليلة أوي على اللي هعمله فيكي. 


شعرت ملك بالخوف يستولي عليها الا انها أجابته بثقة : 

= ولزمته ايه الكلام ده دلوقتي  ! 


رأفت وهو يشير لها بالخروج  : 

= أنا بفكرك بس علشان الشيطان ميوزكيش ويضحك عليكي و يخليكي تخونيني. 


خرجت ملك من السيارة وهي تقول بثقة مزيفة  : 

= لاء إطمن أنا معاك ومستحيل أخونك. 


ثم تركته بثقة وتوجهت الى الباب الخلفي للمشفى و الذي يقع في شارع جانبي ضيق خالي من المارة خصوصا في هذه الساعة المتأخرة من المساء. 


دفعت ملك الباب بحذر فوجدته غير موصد لتبدء في الصعود بتوتر الى الطابق المتواجد به قاسم. 


في نفس التوقيت ..


رأفت وهو يتحدث مع نيرفانا في الهاتف بصرامة  : 

= عاوزك تبعدي كاملة عن أوضة قاسم خالص لحد ما ملك تخلصنا منه. 


نيرفانا بهدوء 

= متخفش كاملة نايمة بقالها ساعة و أكتر بس انت خلصنا انا خلاص أعصابي تعبت. 


رأفت بسخرية  : 

= لا سلامة اعصابك يا نينو .. انا هقفل دلوقتي و انتي لو جرى اي حاجه إديني خبر على طول. 


ليغلق الهاتف دون انتظار اجابتها وعينيه تتعلق بقلق بمبنى المستشفى. 

وهو يقول بفروغ صبر  : 

= يلا يا ملك ..خلصيني. 


في نفس التوقيت ..


وصلت ملك الى الطابق المتواجد به غرفة قاسم لتجد الهدوء التام يسيطر على المكان لتقف امام غرفة قاسم بتوتر ثم أخذت نفس عميق ودخلت الى الغرفة ..


وقفت ملك قليلا حتى تعودت عينيها على الظلام الذي يسود الغرفة وهي تكتم شهقتها و دموعها تنساب على وجنتيها بغزارة وهي تتأمل قاسم النائم في الفراش وجسده موصول بالاجهزة الطبية. 


اقتربت ملك منه وهي تتأمله بعشق حتى اصبحت بجانبه وهي تمنع نفسها بالقوة من تقبيله واحتضانه وهي تتذكر تحذيرات رأفت لها  : 

= خدي بالك انا عرفت مواعيد الدوا بتاعة قاسم وحرصت انك تدخلي بعد ما يكون خد حقنة منومة لانه لو كان صاحي ده ممكن يبوظلنا كل اللي بنخطط له فانا عاوزك تدخلي وتخلصي بسرعة قبل ما يفوق من تأثير الدوا المنوم. 


اقتربت ملك من قاسم النائم تتأمله بصمت وبلهفة وهي تتأكد إنه مازال على قيد الحياة وعينيها تتسع بخوف وهي ترى اثر الجراحة التي أجراها لإخراج الطلق الناري من صدره

لتغلق عينيها بألم وهي تمنع يدها بالقوة من ان تمتد وتلمس جراحه وهي تهمس بيأس ودموعها تتساقط بالرغم عنها : 

= ركزي في اللي انتي جاية تعمليه. 


أخرجت ملك الورقة التي كانت تخبئها في صدرها ووضعتها بهدوء أسفل وسادة قاسم.. 

ثم مسحت دموعها وهي تفتح العلبة التي بحوزتها واخرجت منها سرنجة الدواء وهي تنوي افراغها بعيدا  ..  الا انها تفاجئت بيد تحيط بيدها بقوه تسحب منها سرنجة الدواء قبل ان تفرغها وصوت ساخر يقول بقسوة : 

= هو ده اللي انتي عاوزه تركزي وانتي بتعمليه …عاوزه تقتليني ! 


شهقت ملك بخوف ونور الغرفة يسطع فجأة والمكان يمتلئ بالحرس الخاص بقاسم ونيرفانا وكاملة هانم يقفون وهم ينظرون إليها بشماته. 






تراجعت ملك للخلف بخوف والمفاجأة تشل تفكيرها

وقاسم يقف أمامها بغضب يكاد يحرق الاخضر واليابس

أمسك قاسم ذراعها بقسوة شديدة وهو يشير لها بالحقنة التي كانت تحملها  : 

= إيه دي يا ملك .. عاوزه تموتيني الاجرام والجشع وصل بيكي للقتل! 


ارتفع صوت نيرفانا بتشفي  : 

= عشان بعد كده تبقى تصدقني لما قولتلك انها بتحب رأفت وبتخونك معاه أهي جات علشان تقتلك زي ما قولتلك. 


صرخ قاسم بغضب : 

= اخرسي واطلعي برة .. خرجهم برة  . 


اخرج رئيس الحرس نيرفانا وكاملة الذي اصابهم الرعب من قاسم الذي اصبح على حافة الجنون وهو يصرخ بملك التي تقف وهي تكاد تموت من شدة بالرعب  : 

=دافعي عن نفسك وردي عليا انتي كنتي جاية  تقتليني .. انتي فعلا بتخونيني مع رأفت وجاية تقتليني. 


تساقطت دموع ملك بخوف وهي تهز رأسها بنفي وهي تشعر ان الكلمات تهرب منها وهو يمسك بذراعيها يهزها بعنف  : 

= انطقي ..قولي اي حاجه.. اكدبي وانا هصدقك .. اكدبي يا ملك وانا هصدقك .. الغبي اللي بيحبك وكان عاوز ينسى كل خطايكي هيصدقك. 


ثم تبع كلماته بصفعة قوية على وجهها وهو يقول بغضب مجنون  : 

= انتي طالق ياملك .. طالق. 


ليتابع بغضب مجنون وهو يصفعها  : 

= مش هتمو"تي و انتي مراتي وبتحملي اسمي مش هتموتي و انتي على ذمتي.. 


لتتبعها صفعة اخرى واخرى جعلتها على وشك الغياب عن الوعي و الدماء تسيل بغزارة من انفها وفمها وهو يسحبها من شعرها يلقيها ارضا و يركلها بقسوة في جانبها ويقول بغضب  : 

=هاتولي الكلب اللي خانتني معاه .. هي وعشيقها الاتنين مش هيطلع عليهم نور الدنيا من تاني. 


ثم سحبها بعنف من على الارض وهو يقول بغضب : 

= قومي علشان تشاركي عشيقك مصيره الاسود. 


شعرت ملك انها على وشك الانهيار وملابسها البيضاء قد اصطبغت باللون الاحمر لون دمائها وهي تترجاه بارتعاش وتقطع  : 

= قاسم ..اس..اسمعني.. انا..أه. 


الا انه عاجلها بصفعة قوية أخرستها : 

= اخرسي .. ايه هتكدبي تاني وتقولي ايه ولا لسانك اتفك دلوقتي علشان خايفة على حبيب القلب. 


ليتابع بغضب وهو يلقيها مرة اخرى أرضاً  : 

= متخافيش مش هحرمكو من بعض انتو الاتنين هتدفنو النهارده مع بعض وفي قبر واحد. 


= ايه اللي بيحصل هنا انتو ايه اللي بتعملوه في الممرضة دي  ! 


استدار قاسم بغضب الى صوت الطبيب الذي ارتفع بخوف ودهشة. 


في حين حاولت احدى الممرضات التي ترافقه الصراخ وهي تشاهد اثار الضرب والدماء التي تغرق وجه وملابس ملك الا ان ارتفاع سلاح حرس قاسم في وجهها اخرسها هي والطبيب. 


وقاسم يقول بغضب  : 

= برة مش عاوز حد هنا..


استدارت الممرضة وغادرت وهي تجري للخارج برعب وحاول الطبيب الخروج خلفها و شعوره بالرعب يسيطر عليه الا ان و فجأة انقطعت الكهرباء عن غرفة قاسم والمستشفى كلها وقاسم يصرخ بغضب  : 

= ايه اللي بيحصل في المستشفى الزفت دي فين النور .. اقفلو الباب متخلوش حد يخرج...! 


لتتنبه ملك لانقطاع النور وتتحرك داخلها غريزة البقاء على قيد الحياة والتي انقذتها في السابق من سامح وجنونه  .. 


لتقاوم ألامها والدوار الذي يسيطر على رأسها وتتجه زحفا وبسرعة الى باب الغرفة التي يحاول الحرس اغلاقها و لكن الطبيب الخائف حاول مقاومتهم برعب وهو يحاول المغادرة.


 وصوت قاسم الغاضب يعلو بالسباب وهو يبحث عنها وسط الظلام الحالك و الشجار الدائر في الغرفة حتى استطاعت التسلل من بين الاقدام المتشابكة للخارج والجري سريعاً وهي تنزف وتخرج من سلم الطوارئ وهي تكاد تغيب عن الوعي لتسقط فجأة ثم تقف وتسقط و تقف حتى استطاعت الوصول الى الشارع الجانبي الخالي من المارة

لتشهق برعب وهي تستمع الى صوت اقدام حرس قاسم وهم يلاحقونها على سلالم المشفى .. جرت ملك بسرعة وخوف وهي تتلفت حولها لتصرخ فجأة برعب وهي تجد يد تجذبها من ذراعها وصوت انثوي خائف يقول  : 

= تعالي انا شوفت كل حاجه انا هساعدك تهربي منهم ..


إلتفت ملك اليها لتجد انها نفس الممرضة التي كانت برفقة الطبيب في غرفة قاسم. 


الممرضة بخوف  وهي تشير لعربة قديمة متهالكة  : 

= تعالي انا عربيتي واقفة هناك. 


تبعتها ملك بدون تفكير وهي تشعر بالدوار يستولي على رأسها و دخلت الى السيارة وجلست في الاسفل خوفا من ان يراها حرس قاسم الذين انتشرو في المكان بحثا عنها. 


قادت الممرضة سيارتها بسرعة وملك ترفع رأسها قليلا بخوف لتشاهد قاسم وهو يقف في ساحة المشفى يبحث عنها بجنون لتتساقط دموعها بحسرة وتغيب فورا عن الوعي. 


بعد مرور ساعة ..


جلس قاسم على طرف فراشه وهو يتجاهل ألامه الجسدية والجرح النازف في صدره وهو يدير الحقنة التي كانت بحوزة ملك بين اصابعه وهو يستمع بغضب مكتوم الى حديث رئيس الحرس الخاص به. 


ليقول بغضب شديد  : 

= يعني ملك ورأفت .. الاتنين قدرو يهربو منكم. 


رئيس الحرس بارتباك  : 

= حضرتك كنت موجود لما هي قدرت تهرب وشفت اللي جرى بعنيك ورأفت احنا نزلنا لقيناه مش موجود وكأن حد نبهه اننا رايحين نقبض عليه ولما راجعنا كاميرات المراقبة إتأكدنا ان هرب لواحده .. كان قاعد في العربية وفجأة جري بيها وهو لواحده أما ملك فمقدرناش نوصل هي قدرت تهرب من المستشفى إزاي وخصوصا ان مفيش كاميرات مراقبة على باب طوارئ المستشفى. 






هز قاسم رأسه باستنكار وهو يستمع اليه بغضب ليقول فاجئة  : 

= إنت مرفود ..انت وكل اللي معاك .. اتفضل برة وابعتلي مدير المستشفى. 


نكس رئيس الحرس رأسه بأسف ثم خرج دون ان يعلق

في حين حاول قاسم عدم النظر الى أثار دماء ملك التي تنتشر على ملابسه ويده وهو يشعر بالرغم عنه بالألم والغيرة وهو يتخيل انها برفقته الان ليتصاعد بداخله شعور قوي بالغيرة والمهانة تملتكه وقلبه وعقله يبحثون لها عن مبررات لخيانته .. ليشعر بالغضب يتصاعد بداخله وهو يشعر بالضعف يتملكه تجاهها من جديد حتى وهي خائنة قاتله يعشقها ويشعر انه على وشك ان تذهق روحه من شدة شعوره بالالم   ،  ليغلق عينيه وهو يتمنى انها نجحت في مهمتها وقتلته دون ان يعرف بخيانتها وبعشقها لأخر فذلك اقل ألما بالنسبه له من معرفته بخيانتها له مع رأفت  ومحاولتها قتله ليتجاهل مشاعره وهو يبحث بتوتر عن هاتفه وهو ينوي طلب طاقم حراسات جديد وعقله يعمل بغضب في كل الاتجهات وهو يحاول التكهن بمكان ملك ورأفت ليجده ملقي أرضا ..


انحنى قاسم يلتقط هاتفه ليلفت نظره ورقة مطوية ملقاه أرضاً اسفل فراشه. 


امسكها وهو يقلبها في يده و يفتحها لقرائتها الا انه توقف مع دخول مالك المستشفى الذي قال بارتباك واحترام  : 

= قالولي ان حضرتك عاوز تشوفني  ..! 


مد قاسم يده له بالحقنة وقال بصرامة مخيفة  : 

= انا عاوز اعرف الحقنة دي فيها ايه .. ايه نوع الدوا اللي فيها  ؟ 


تناول مالك المشفى الحقنة منه وهو يقول بارتباك : 

= حاضر يا فندم نص ساعة بالكتير وهقول لحضرتك كل اللي انت عاوزه. 


قاسم بصرامة  : 

= عشر دقايق .. قدامك عشر دقايق بالظبط وتكون الاجابة عندي.


استدار مالك المشفى وهو يقول بارتباك  : 

= حاضر يا افندم .. عشر دقايق والنتيجة هاتكون عند حضرتك. 


خرج مالك المشفى وهو يشير لنيرفانا وكاملة هانم باحترام وهم يدخلون الغرفة. 


نيرفانا وهي تقترب منه وتقول بشماتة : 

= مش قولتلك انها خاينة وكلبة فلوس وتعمل اي حاجه علشانها اهي حاولت تقت"لك وانت اللي مكنتش مصدقني مع اني ضحيت بأخويا علشانك وعرفتك انه مشترك معاها في الجريمة اللي كانو عاوزين يعملوها..


لتتابع بتشفي  : 

= عشان تعرف مين اللي بيحبك حقيقي وبيضحي علشانك باي حاجه و اي حد حتى لو كان الحد ده هو اخويا الوحيد. 


تجاهل قاسم حديثها وهو يفتح الورقة التي وجدها اسفل الفراش ليعقد حاجبيه وهو يشير لها بحدة بالصمت. 


ليبدأ بقراءة المكتوب بها وهو يشعر بالصدمة تستولي عليه  : 

= حبيبي …

أنا مش عارفه انت هتشوف الورقة دي ولا لاء ومش عارفة أبتدي منين بس هحاول. 

أنا خايفة أوي يا قاسم .. خايفة ومش عارفة أعمل إيه .. رأفت خطفني بعد ما ضربك بالنار وكل اللي مسيطر على تفكيره انه عاوز يقتلك ويتجوزني علشان يستولي على فلوسك..

انا خايفة منه كل حاجه فيه بتفكرني بسامح وبجنونه

عشان كده أنا طاوعته وفهمته اني موافقة اني أتعاون معاه واني أقتلك علشان ميتصرفش لوحده ويحاول يقتلك هو .. على الاقل اقدر امنعه او أماطل لحد ما تفوق وتقدر تتصرف انت معاه.. 

طبعا هو ميعرفش كل اللي بينا وميعرفش اني عندي استعداد اني اموت الف مرة بس انت تكون كويس وبخير. 


شعر قاسم بصدمة شديدة و يده ترتعش بشده وهو يحمل خطابها ولم يشعر بدموعه التي تساقطت بالرغم عنه وهو يكمل قرائة رسالتها  : 

= انا كمان عملت نفسي موافقة اتجوزه لاني خفت منه .. خفت انه يعتد"ي عليا لو حس برفضي له. 


إنقبضت يد قاسم بشده حتى برزت عروقه من شدة الغضب وهو يتابع القراءة : 

كمان في اعتراف انا ناوية أقوله ليك بس مش عوزاك تزعل مني ..

انا ناوية اهرب من رأفت بس بعد ما اكون شوفتك و اتطمنت عليك وبعدها هامشي وابعد بعيد واسيبك تقرر من غير ضغوط عاوز تكمل معايا ولا لاء خصوصا بعد اللي هتعرفه عني انا وسامح و ظروف جوازنا. 


ليتابع القراءة بألم وهو يشعر وكأن كلماتها سهام من نار تخترق قلبه وتكويه بنيران الندم  : 

= قاسم لازم تعرف اني بحبك .. بحبك أوي بحبك حتى اكتر من نفسي وحتى لو قررت بعد ما تعرف الحقيقة انك مش عاوز تكمل معايا هفضل برضه احبك وهبعد واختفي من حياتك خالص كأني مكنتش موجودة فيها انا اهم حاجه عندي هي سعادتك. 

= "ملحوظة"  .. الحقيقة كلها موجودة عند كاملة هانم وفي الفيلا الصحراوية اللي كنت عايشة فيها انا وسامح .. انا هكلمك بعد شهر وهعرف منك عاوز تكمل معايا بعد اللي عرفته ولاا .. لاء .. ده لو كل حاجه مشيت زي ما أنا مخططه ليها وقدرت أهرب من رأفت.. 

ملك. 


طوى قاسم الرسالة بين يديه وهو يشعر بطوفان من الندم يستولي عليه. 


ليغلق عينيه بألم ودموعه تتساقط بالرغم عنه وهو يتذكر كل ما فعله بها  .. كل الضرب والاهانة والتهديد بالموت واتهامها بالخيانة وتطليقه لها كل ذلك دون ان يستمع لها او يعطيها حتى فرصة للدفاع عن نفسها. 


نظرت نيرفانا لكاملة هانم بدهشة وهي ترى مشهد انهيار قاسم الغريب. 






اقتربت كاملة هانم من قاسم تربت على كتفه بقلق  : 

= مالك يا قاسم يا ابني في ايه والورقة دي فيها ايه  ! 


ابعد قاسم يدها بعيدا عن كتفه بعنف وهو يقول بصرامة : 

= بعدين يا مرات عمي .. بعدين هتعرفي كل حاجه. 


نظرت كاملة لنيرفانا بخوف وهي تستشعر وجود كارثة مخبأة في طيات الورقة التي يحملها.. 


ليقاطع حديثهم دخول مالك المشفى الذي دخل باحترام وهو يقول بتوتر  : 

= نتيجة تحليل الدوا اللي كان في السرنجة ظهرت يا قاسم بيه. 


نظر قاسم اليه بدون اهتمام وكأنه يعلم النتيجة مسبقا لتقول نيرفانا بلهفة  : 

= كان فيها ايه …


تنحنح مالك المشفى وهو يقول بتوتر  : 

= في الحقيقة يا فندم .. هي حاجة غريبة بس..


ليقاطعه قاسم بصرامة اخافته : 

= كان فيها ايه  ! 


تنحنح مالك المشفى وهو يقول  : 

= ماية. 


كاملة بغضب  : 

= ايه..


= ماية يا فندم الحقنة كانت مليانة ماية عادية. 


ابتسم قاسم بألم ثم انتفض فجأة واقفا وهو يقول بغضب  : 

= إطلعو برة كلكم .. برة مش عاوز أشوف حد. 


انسحب مالك المشفى و نيرافانا و كاملة هانم لخارج الغرفة وهم يشعرون بالذهول والحيرة مما يجري أمامهم ثم أغلقو الباب خلفهم بتوتر وقاسم يقف ينظر الى اللاشئ يحاول استيعاب ماحدث منه  ..  من بشاعة وظلم في حق حبيبته

ليقوم فجأة بركل الاجهزة الموضوعة في الغرفة وتحطيمهم بعنف وإلقائهم أرضآ وهو يقول بزهول ويده تمر بداخل شعره بعنف و كأنه على حافة الجنون  : 

= أنا كنت هموتها .. كنت هقتلها بإيدي كنت هقتل ملك بإيدي .. كنت هنهي حياتي قبل حياتها وأقتل قلبي قبل قلبها وبعد دا كله يطلع ده كله كذب ..كذب. 


ليستمر في تحطيم الغرفة وهو ينفث عن غضبه من نفسه حتى وقع أرضاً وهو يتلمس بقعة من دماء ملك تحسسها وهو يقول بندم  : 

= أنا أسف يا حبيبتي ..أنا أسف .. ووعد مني هجيبلك حقك من كل اللي ظلمك .. و أولهم أنا .. بس ألاقيكي الاول. 


في نفس التوقيت..


وقفت نيرفانا بصحبة كاملة هانم ومالك المشفى وبعض العاملين يستمعون بتوتر وخوف لصوت التكسير والتحطيم المتصاعد من غرفة قاسم ليعم فجأة الصمت المكان لأكثر من عشر دقائق. 


لتنظر كاملة لرئيس المشفى وهي تقول بقلق  : 

= إدخل شوفه حصله ايه .. انت واقف كده ليه ..اتصرف. 


ليتفاجأ الجميع بقاسم يخرج من الغرفة بعد ان استبدل ملابسه و استعاد مظهره القديم وهو يغادر الغرفة و يقول بصرامة  : 

= كاملة هانم .. ياريت تيجي معايا ..أنا عاوزك. 


إبتلعت كاملة ريقها برعب وهي تشعر ان بداية محاسبتها عن كل أثام الماضي قد حان وقتها.


_____________


♕ يتبع  ♕

♡  الفصل الثالث عشر  ♡

•• زينب مصطفى. 

#إنتقام_آثم 🦋🖤


                الفصل الرابع عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×